الخميس، 9 أغسطس 2018

"ليلى عباس" سكت قلبها فأبكرت في الرحيل

سأحدثكم عن ليلى.
ليلى في حياتها قدوة وفي موتها عبرة. شريان يتدفق منه الحب. القلب الذي سكت عن الخفقان. الفؤاد الذي استعجل الرحيل إلى الملكوت الأعلى. غيابها المبكر أشعل شوق الأمومة في قلوب الأمهات.  

ليلى، القلب الرقيق الذي توقف فجأة لينذر قلوبنا القاسية. ليلى هي الابن البار للوالدين في وصايا الله تعالى. وصيتها كتبها جناح الرحمة. لا "أف"، ولا "لا". بل قولا كريما يطلع من المهجة مع النجيع إلى السماء السابعة حيث خصص الله للأمهات جنات لا مثيل لها.

ليلى، ثوب الصلاة، و تسبيحة الفجر. ليلى ترانيم الحادي إذا عسعس. نجمة الصبح. أجمل وردة. ليلى تحمل البيت على كفيها كما تشاء. عاشت مطمئنة، ورحلت بنفس مطمئنة.

كأنها أبكرت السفر مع قوافل الحجاج، طافت حول البيت قبل الميقات، ذبحة قلبها كانت آخر أُضاحيها. ستأتي عشية العيد الكبير. ستأتي، تلتقط الدموع وتصنع منها حطبا للمساءات الباردة.

ليلى، حفيدة الحاج خضر أحد أساطير عدلون أجدادنا الذين حولت معاولهم الأرض القاحلة إلى بساتين وعناقيد. اخذت من جدها سمرة الشمس، ونبرة الرياح، وعزيمة التراب.

ليلى، كطائر السنونو تأتي مسرعة مشغولة مؤمنة بنقاء الطهارة، تكون هناك وتكون هنا في القلب. مهما ابتعدت يبقى طيفها أقمار أربعة يظلل المكان، حبل الوتين وفياً. بارا، جدلته بيديها عقدة عقدة وثبتته بالايمان.

ليت في العمر بقية لنعيد إليك دقات القلب ونبضات الروح وخفقان اللقاء.
ليت في العمر عمرا آخر لتعيش ليلى مرتين.