الأحد، 18 سبتمبر 2016

استشهادي وأسير وغريب: محمد ابراهيم متيرك

رجل الأسفار الكثيرة، رحل حاملا معه ثقلا كبيرا من الأسرار. وأي سر أنت؟.

كل الذين حضروا حفل تأبين هذا الراحل الآتي من البعيد، كانوا يسألون عن سر رجل الأسفار الذي كان يقترب من قلوبهم كلما ابتعد عنهم. وحين أذّن ميكرفون الجامع بسفره الأخير، أدركوا أن محمد ابراهيم متيرك كان سفيرا فوق العادة يُمثلهم ويُمثل لبنان بطوائفه وأحزابه

سأكشف سرا من أسرار محمد ابراهيم متيرك انتزعته منه حين التقينا في معتقل انصار عام 1985. 

في تلك الليلة الماطرة من ليالي كانون الثاني ودّع محمد ابراهيم متيرك عدد قليل من الشباب في مكتب الأمن المركزي لحركة أمل في حارة حريك، وركب في شاحنة صغيرة تم تصفيحها لإخفاء كمية كبيرة من الذخائر والمتفجرات

كان على محمد ابراهيم الوصول بالشاحنة المموهة بصناديق الخضار والفاكهة الى بلدة البيسارية الى منزل أحد مسؤولي الحركة "ابو جمال". 

توقف محمد ابراهيم في أحد مراكز حركة أمل في الدامور. كان في استقباله أحد الشباب بناء على توصية من القيادة في بيروت. وحين سأله عن مهمته قال: مهمتي هنا في الدامور أن أصلى الصبح، واتابع السير نحو الجنوب، وحين انتهى من الصلاة أكمل طريقه، ووقف خلف صف طويل من السيارات كانت تنتظر أن يسمح  لها حاجز الاحتلال الاسرائيلي على جسر الأولي بالعبور

وأثناء الانتظار كان محمد يردد ما تيسر له من حفظ القرآن والأدعية وكان مصمما على انجاز مهمته.  

ما هي تلك المهمة التي تم تكليف محمد ابراهيم متيرك فيها؟.

عدد قليل جدا من الأشخاص كانوا على علم بمهمة محمد ابراهيم، وكل الذين التقى بهم محمد عن سابق تخطيط أو بالصدفة كان بالنسبة لهم شخصا مجهولاً، أو مجاهد عابر أدى تكليفه ثم غادر الى مهمة تالية

طوال تلك السنوات الماضية احتفظ محمد بسره العظيم. مات وترك سره عند عدد محدود من الأصدقاء

لم تكتمل مهمة محمد ابراهيم متيرك حين وصل بالشاحنة الى البيسارية إنما كان عليه أن ينتظر لعدة أيام قبل أن ينفذ عملية استشهادية قرب جسر الزهراني في مكان ليس ببعيد عن عملية الاستشهاد بلال فحص

تفاصيل العملية الاستشهادية التي كان من المفترض أن ينفذها محمد ابراهيم متيرك ظلت سرا من  أسراره الكثيرة.  

كان اسم محمد ابراهيم متيرك في قائمة الاستشهاديين الى جانب اسم الاستشهادي بلال فحص الذي سبقه قبل خمسة أشهر الى العملية الاستشهادية في الزهراني، وطوال الفترة الفاصلة بين العمليتين كان محمد ابراهيم  يستعد للانتقال الى دار الحق

قبل اكتمال التحضيرات للهجوم الاستشهادي اقتحم الجيش الاسرائيلي بلدة البيسارية وشن حملة اعتقالات طالت عدد كبير من أبناء البلدة كان أبو جمال وضيفه محمد ابراهيم من بين المعتقلين، وصادر جيش الاحتلال الشاحنة مع الأسلحة التي تم تخزينها في أحد المنازل، لكنه لم يتمكن من مصادرة الروح الجهادية من محمد الَّذِي اختار له الله الموت صدما في نهاية تُشبه نهاية والده


الأحد، 4 سبتمبر 2016

المجرور والمسبح الشعبي جيران

غالبية أبناء بلدة عدلون الذين يقصدون المسبح عند الميناء لا يعرفون أن مجرور الصرف الصحي يشاركهم المسبح نفسه. 
على بعد أمتار قليلة الى الجنوب من الشماسي المنصوبة لزوار الميناء تفوح رائحة المياه الآسنة من مستنقع تحيط به ترسبات المجاري والرمال المتحركة قبل أن يفيض هذا المستنقع الأسود الى البحر أو يتكفل الموج بإفراغ الفضلات عنوة في المسبح. 
ويتسبب المجرور بتلوث مياه المسبح الشعبي الواقع داخل ميناء عدلون (قيد الإنشاء)، ويُهدد رواد المسبح بأمراض جلدية ومعوية، ويُفسد رمال الشاطيء الذهبية.