الأربعاء، 18 يوليو 2007

وثيقة هامة للسيد على مهدي ابراهيم كتبها قبل أربعين عاماً

نشرت جريدة السفير وثيقة هامة هي عبارة عن رسالة وجهها سماحة العلامة السيد علي مهدي آل
ابراهيم
يطلب فيه من الجيش اللبناني تدريب شباب الجنوب للدفاع عنه

موقع بلدة عدلون يُعيد نشر الوثيقة
هتف واحد من قادة الحركة الثقافية في لبنان، وأحد رموز العمل من أجل التغيير: سنرسل اليكم في «السفير» وثيقة مهمة جداً، عمرها أربعون عاما، لكنها تبدو وكأنها مكتوبة للغد... لقد عثر صديق في محفوظات أسرته على نداء بل «بيان هام»، كما وصفه كاتبه، العلامة المجتهد الأكبر السيد علي مهدي آل ابراهيم، في 19/5/.1967 وعند قراءة هذا النص افترضنا انه يصلح لليوم، بل هو بالتأكيد يبدو وكأن صاحبه كتبه مستشفاً ما سوف يكون... وبالتالي رأينا من المفيد نشره ربطاً للماضي بالحاضر والمستقبل،
أما نص البيان المنشورة صورة عنه الى جانب هذا الكلام والذي احتفظ به محمد أسعد قانصوه (ابو عادل) فهو التالي:
«الصادع بالحق مجاهد».
بيان هام
لسماحة العلامة المجتهد الأكبر السيد علي مهدي آل ابراهيم
الصادع بالحق مجاهد...
بسم الله.. وله الحمد والمجد
في هذه المرحلة الدقيقة التي تتفجر بالخطر وتضج بالنذر، لا يسع كل مخلص لوطنه وأمته، ناصح لنفسه ودينه وقومه، إلا أن يتحمل الأمانة. ويرتفع الى مستوى المسؤولية.
إننا باسم الطائفة الاسلامية الشيعية في لبنان، هذه الطائفة التي تعبر عن ضمير الاسلام، وتمتلئ قلوبها ونفوسها بروح قدواتها محمد وعلي والحسين عليهم السلام. هذه الطائفة التي هي الدعامة الراسخة لهذا الوطن، والتي تواجه كثرتها الساحقة خطوط النار مع الصهيونية الغاصبة في جنوب لبنان. إننا بصفتنا نعبر عن ضمير هذه الطائفة وعقيدتها وتطلعاتها، ونحرص على كرامتها وسلامة مصيرها، نطالب المسؤولين في الدولة والوطن ان يسارعوا دونما ريث ولا حذر ولا إبطاء الى اتخاذ قرار حاسم بتدريب جميع شباب الطائفة في الجنوب على استعمال السلاح بواسطة مدربين من جيشنا الباسل، حتى اذا أزفت الساعة المرتقبة كان الجنوب كله قلعة منيعة وبركاناً متفجراً في صدور المعتدين الغزاة، وكان شباب الطائفة جيشاً احتياطياً يساند الجيش اللبناني المغوار، يشد أزره ويحمي ظهره. إن علماء الطائفة يؤدون دورهم التاريخي ويتحملون مسؤوليتهم الدينية والوطنية، يتقدمون الصفوف، ينفخون في الشباب روح العزيمة والإيمان ويتقلدون معهم سلاح التضحية والفداء، إننا على يقين أن هذا العمل وحده كفيل بأن يجعل المواطن يعيش القضية واقعاً وفعلاً دون ان يجترها لغواً وهذراً، ويعانيها سلوكاً وعملاً دون ان يتهرب من مواجهتها ضعفاً وخوراً، كما أنه يجعل العدو يحسب ألف حساب قبل ان يعتدي على حدودنا.
وأنتم يا أبناء الجنوب، يا شيعة محمد وآل محمد: أعدّوا للأمر عدته وخذوا له أهبته، إضغطوا على المسؤولين ليستجيبوا الى مطالبكم فإن القضية قضية وجود وبقاء او عدم وفناء فأثبتوا أنكم جديرون بوطنكم، جديرون برسالتكم. أمناء على مسؤوليتكم، فإن موتاً في عز خير من حياة في ذل وعجز. أما الجبناء الأدعياء، الثرثارون في الرخاء، الخرس عند اللقاء، كهنة الدين، ولا كهانة في الاسلام، فسوف تسمعون منهم تخذيلا وتثبيطاً، تضليلاً وتعويقاً، أولئك ليسوا من الدين وأهله ولا من الوطن وحماته، فاحذروهم أن يضلوكم ويخدعوكم واغتنموا فرصة أداء الواجب قبل ان يفوت الأوان ويجرفكم الطوفان.
وإن تتولوا يستبدل قوماً غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم.
والله من وراء القصد، وهو حسبنا ونعم الوكيل.
عدلون: في 19/5/1967