الجمعة، 20 يونيو 2014

مهدي خازم أصغر صياد يغدر به البحر

غدار يا بحر. 
غدرت بحبيبك، عاشق الرمل والملح. غدرت بمهدي، خطفته، خنقته، خنقتنا قتلتنا كلنا. 
آه يا بحر. يا ظالم. خبرني عن الغريق، عن الحبيب، عن الفقيد، عن الشهيد.
خبرني يا بحر كيف لفظ مهدي أنفاسه الاخيرة.
قال البحر: لم يلفظ مهدي أنفاسه. لم يتنفس. لم يشهق حين مات، لم يصرخ، لم يبك، لم يسبح، سمعته يُكبر ويهلل. شاهدت الحوريات يسبحن قرب جسده العائم، رفعنه الى الموج، وتركوا جسده مُسجى فوق الماء، تحت الشمس، وفي أمان الله. 
ليش يا بحر؟. لو أنك تحكي؟. وعنك لطالما حكى مهدي. بينكما قصة حب وعشق ودرب يبدأ قبل الفجر. 
مهدي خازم، أصغر صياد، ولد حُب البحر معه صبيا، حُب بالوراثة، بالدم بالروح. ومن الحب ما قتل. 
مهدي خازم بحار قهره البحر. صياد مثل كل الصيادين في لبنان لا مستقبل لهم، يبحرون بأجسادهم، يغطسون وراء لقمة العيش، يعيشون تحت الماء والشمس، لا ميناء يعودون إليه. لكن مهدي عاد. عاد غريقاً. عاد شهيداً. 

مهدي حسن خازم من عدلون مات غريقا يوم الجمعة ٢٠ حزيران ٢٠١٤ أثناء صيد السمك مقابل شاطىء الاوزاعي.